هل تذوقت يوما حلاوة مناجاة رب العباد في ظلمات الليل والناس نيام وأنت تجلس وحيداً وليس لك أنيساً سوى رب العباد ،, أنيس المنفردين .
هل شعرت بلهفة قلبك وفرحته وأنت تناجي ربك وتدعوه وتقف بين يديه وتنسى العالم كله ولا تتذكر إلا الله وتشعر بقربه منك فى هذه اللحظات ,،
وفجأة دون شعور تجد لسانك يدعو ربك وعينيك تفيض من الدمع من خشية رب العباد وتجد نفسك تبوح إلى ربك بهومك وأحزانك وكل كلمة تسبقها دمعة ,،
وتشعر أن هذه الدموع تزيل هموم من على قلبك
تشعر كأنها تزيل جبال من على صدرك ,،
وفجاة يتحول شعورك من خوف وهم تحمله على كتفيك يتحول إلى شعور غريب انبعث فى قلبك ألا وهو
الثقة بالله
انه سيفرج كربك ويخرجك مما انت فيه
أنه سيعينك على قضاء حاجتك
أنه سييسر لك أمرك
أنه سيجيب دعوتك
أنه سينصرك
أنه لن يخذلك
أنه سيقضي دينك
وتتذكر :
" ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب "
فتشعر براحة رهيبة لانك عرفت ان رزقك على مولاك وهو سيرزقك ولو فى جحر ورزقك يأتيك من حيث لا تعلم سبحان الله
لا ينسى عباده ولكننا ننساه كثيراً
وعندما نتذكره ونذكره يقبلنا
لأن أبواب السماء مفتوحة أمام العباد الصالح منهم و الطالح .
وتجد نفسك تعودت على هذة المناجاة الجميلة وتتمنى لو لم تشرق الشمس وتستيقظ الناس لما وجدته من حلاوة ولذة فى هذة المناجاة وتجد نفسك تنتظر كل يوم ،،
أن يأتى الليل بسرعة وأن تجلس وحيداً بل أنيسا برب العالمين , وكأنك تنتظر موعد محبوبك بلهفة وشغف وتنتظرة لتبوح له بما فى داخلك من هموم وتعب .
وتجد نفسك مع مرور الايام أنك أحببت الخلوة برب العباد حتى وأنت غير مهموم تخلو به وتناجيه حبا له وتدعوه الدعاء دعاء نابع من القلب مباشراً لرب العباد .
اخواني وأخواتي
من تذوق منكم حلاوة مناجاة رب العباد , فليحافظ عليها ولا يفرط فيها
فانها كنز لا يقدر بالمال فلا تجعله يضيع منك ابداً ,،
ومن لم يتذوقها يسعى بالطاعة والعبادة ليصل لها ويستشعرها قلبه ويطمئن بذكر الله .
اللهم أعنا على ذكرك وحسن عبادتك
نحن في حاجة لأن نشكو بثنا وحزننا وهمنا إلى الله تعالى
،،
فلنجرب ولنطرق باب الله تعالى ،،
شاكين له همنا ،،
وشاكين له غلبة نفوسنا علينا ،،
وغلبة أعدائنا ،،
فإن الله تعالى سيجعل لنا من أمرنا يسرا ،،
ويرزقنا الأسباب التي تكون مفتاح فرج لهمنا وكربنا
فما أحوجنا إلى الله ،،
وما أقرب الله منا ،،
وما أبعدنا عن الله ،،
فهلا اقتربنا منه ،،
وناجيناه سبحانه وتعالى ؟