موضوع: فضاءل شهر رمضان الإثنين أغسطس 10, 2009 10:07 pm
فضائل شهر رمضان وما ينبغي أن يستقبل به الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : -
فإن الله سبحانه وتعالى اختص شهر رمضان من بين الشهور بفضائل عظيمة . وميزه بمميزات كثيرة .
قال تعالى : شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ ففي هذه الآية الكريمة ذكر الله لشهر رمضان مزيتين عظيمتين : -
المزية الأولى : إنزال القرآن فيه لأجل هداية الناس إنزال القرآن فيه لأجل هداية الناس من الظلمات إلى النور وتبصيرهم بالحق من الباطل بهذا الكتاب العظيم المتضمن لما فيه صلاح البشرية وفلاحها وسعادتها في الدنيا والآخرة .
والمزية الثانية : - إيجاب صيامه على الأمة المحمدية إيجاب صيامه على الأمة المحمدية ، حيث أمر الله بذلك في قوله : فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ .
وصيام رمضان هو أحد أركان الإسلام وفرض من فروض الله ، معلوم من الدين بالضرورة وإجماع المسلمين من أنكره فقد كفر ، فمن كان حاضرًا صحيحًا وجب عليه صوم الشهر أداء ، كما قال تعالى : فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ . ومن كان مسافرًا أو مريضًا وجب عليه الصوم قضاء من شهر آخر كما قال تعالى : وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ فتبين أنه لا مناص من صيام الشهر ، إما أداء وإما قضاء ، إلا في حق الكبير الهرم والمريض المزمن - اللذين لا يستطيعان الصيام قضاء ولا أداء فلهما حكم آخر سيأتي بيانه إن شاء الله .
ومن فضائل هذا الشهر ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : - إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين .
فدل هذا الحديث على مزايا عظيمة لهذا الشهر المبارك : -
الأولى : - أنه تفتح أبواب الجنة ، وذلك لكثرة الأعمال الصالحة التي تشرع فيه ، والتي تسبب دخول الجنة ، كما قال تعالى : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .
الثانية : إغلاق أبواب النار في هذا الشهر ، وذلك لقلة المعاصي التي تسبب دخولها كما قال تعالى : فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى .
وقال تعالى : وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا .
والمزية الثالثة : لهذا الشهر المبارك أنه تصفد فيه الشياطين - أي تغل وتوثق فلا تستطيع إغواء المسلمين وإغراءهم بالمعاصي وصرفهم عن العمل الصالح . كما كانت تفعل في غير هذا الشهر ، ومنعها في هذا الشهر المبارك من مزاولة هذا العمل الخبيث إنما هو رحمة بالمسلمين لتتاح لهم الفرصة لفعل الخيرات وتكفير السيئات . .
ومن فضائل هذا الشهر المبارك أنه تضاعف فيه الحسنات ، فالنافلة تعدل فيه أجر الفريضة ، والفريضة تعدل فيه أجر سبعين فريضة ، ومن فطر فيه صائمًا كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار . وكان له مثل أجر ذلك الصائم من غير أن ينقص من أجره شيء ، وكل هذه خيرات وبركات ونفحات تحل على المسلمين بحلول هذا الشهر المبارك ، فينبغي للمسلم أن يستقبل هذا الشهر بالفرح والغبطة والسرور ويحمد الله على بلوغه ويسأله الإعانة على صيامه وقيامه وتقديم الأعمال الصالحة فيه ، إنه شهر عظيم ، وموسم كريم ووافد مبارك على الأمة الإسلامية .
نسأل الله أن يمنحنا من بركاته ونفحاته ، إنه سميع مجيب ... .