ناصر الساهر عــــضـــــو الـــــــــــــمــــــــــــــاســــــــــي
مُشَارَكَاتِي » : 2029 تَارِيْخ تَسْجِيِلِي » : 27/06/2009عُمْرِي » : 40 مَكَانِي » : أنا أقدم عاصمة للحزن وجرحي نقش فرعوني اللهم إنك لاتحمل نفساً فوق طاقتها..فلا تحملني من كرب الحياة ما لا طاقة لي به....
موضوع: من روائع أستاذي الراحل نزار قباني الأحد أغسطس 02, 2009 8:44 am
من روائع نزار قباني....
وعدتك أن لا أحبك .. ثم أمام القرار الكبير جبنت وعدتك أن لا أعود .. وعدت وأن لا أموت اشتياقا .. ومت وعدت مرارا وقررت أن أستقيل مرارا.. ولا أتذكر أني ثقلت وعدت بأشياء أكبر مني.. فماذا غدا ستقول الجرائد عني أكيد ستكتب أني جننت أكيد ستكتب أني انتحرت وعدتك أن لا أكون ضعيفاً .. وكنت وأن لا أقول بعينيك شعراً .. وقلت وعدتك بأن لا وألا وألا وحين اكتشفت غبائي ضحكت * * * وعدتك أن لا أبالي بشعرك حين يمر أمامي وحين تدفق كالليل فوق الرصيف صرخت وعدتك أن أتجاهل عينيك مهما دعاني الحنين وحين رأيتهما تمطران نجوماً شهقت وعدتك بان لا أكون بأي مكان تكونين فيه وحين عرفت بأنك مدعوة للعشاء ذهبت وعدتك أن لا أحبك كيف و أين وفي أي يوم وعدت لقد كنت أكذب من شدة الصدق والحمد لله أني كذبت * * * وعدتك بكل برود وكل غباء بإحراق كل الجسور ورائي وقررت في السر قتل جميع النساء وأعلنت حربي عليك وحين رأيت يديك المسالمتين .. خجلت وعدتك بأن لا وألا وألا وكانت جميع وعودي دخان بعثرته في الهواء وعدت أن لا أتلفن ليلا وأن لا أفكر فيك حين تمرضين وأن لا أخاف عليك وأن لا أقدم ورداً وأن لا أبوس يديك وتلفنت ليلا على الرغم مني وأرسلت وردا على الرغم مني وعدتك بأن لا و ألا و ألا وحين اكتشفت غبائي ضحكت * * * وعدت بذبحك 50 مرة وحين رأيت الدماء تغطي ثيابي تأكدت أني الذي قتلت فلا تأخذيني على محمل الجد مهما غضبت ومهما انفعلت ومهما اشتعلت ومهما انطفئت لقد كنت أكذب من شدة الصدق والحمد لله أني كذبت * * * وعدتك بأن أحسم الأمر فورا وحين رأيت الدموع تهرهر من مقلتيكي ارتبكت وحين رأيت الحقائب بالأرض أدركت بأنك لا تقتلين بهذه السهولة فأنت البلاد وأنت القبيلة وأنت القصيدة قبل التكون وأنت الدفاتر وأنت المشاوير وأنت الطفولة وعدت .. وعدت بإلغاء عينيك من دفاتر ذكرياتي ولم أكن أعلم أني سألغي حياتي ولم أكن أعلم أنك رغم الخلاف الصغير أنا وأنا أنت وعدتك أن لا أحبك يا للحماقة ماذا بنفسي فعلت لقد كنت أكذب من شدة الصدق والحمد لله أني كذبت * * * وعدتك أن لا أكون هنا بعد 5 دقائق ولكن ..إلى أين أذهب ..؟!! أن الشوارع مغسولة بالمطر إلى أين أرحل ..؟!! أن مقاهي المدينة مسكونة بالضجر إلى أين أبحر وحدي ..؟!! وأنت البحار وأنت الخلوع وأنت السفر فهل ممكن أن أظل 10 دقائق لحين انقطاع المطر ؟ أكيد أني سأرحل بعد رحيل الغيم وبعد هدوء الرياح وإلا سأنزل ضيف عليك إلى أن يجيء الصباح وعدتك أن لا أحبك مثل المجانين في المرة الثانية وأن لا أهاجم مثل العصافير أشجار تفاحك العالية وأن لا أمشط شعرك حين تنامين ياقطتي الغالية وعدتك أن لا أضيع بقية عقلي إذا ما سقطي على جسدي نجمة حافية وعدت بكبح جناح جنوني ويسعدني أنني لا أزال شديد التطرف حين أحب تمام كما كنت السنة الماضية وعدتك أن لا أخبئ وجهي بغابات شعرك طيلت عام وأن لا أصيد المحار على رمل عينيك طيلت عام فكيف أقول كلام سخيف كهذا الكلام وعينيك داري ودار السلام وكيف سمحت لنفسي بجرح شعور الرخام وبيني وبينك خبز وملح وكب نبيذ وشدو حمام وأنت البداية ومسك الختام وعدتك أن لا أعود .. وعدت وأن لا أموت اشتياقا .. ومت وعدت بأشياء أكبر مني فماذا بنفسي فعلت ..؟!! لقد كنت أكذب من شدة الصدق والحمد لله أني كذبت