موضوع: رسائل العشره الايام الفضائل الإثنين أكتوبر 31, 2011 3:39 am
الأعمال الفاضلة في العشر الفاضلة ]
الله أكبر الله أكبر الله أكبر.. لا إله إلا الله، و الله أكبر الله أكبر، و لله الحمد..
أطلت علينا عشر ذي الحجة.. أيام مباركات، بل هي أفضل أيام السنة على الإطلاق– فنهارها خير من نهار العشر ا</A>لأواخر من رمضان، كلها أيام فاضله ورد فيها فضل مخصص؛ و فيها يومان يمتازان بفضل عظيم، و مزايا فريدة: يوم عرفة، و يوم النحر – يوم عيد الأضحى.
و هذا مما تميزت به أمتنا أمة الإسلام: أن الله عز و جل قد أعطاها أعماراً قصيرة، لكنه فضل بعض الأزمان و الأماكن و الأعمال تكون فيها الأجور مضاعفة؛ فحري بالمسلم أن يستغل هذه الأيام بطاعة الله عز و جل – بمختلف أنواع الطاعات - ؛ و يكف عن معصيته منها ابتداءً ليعود نفسه على ترك المعاصي، ليتركها في مقبل الأيام.
و كما أن الأجور مضاعفة، فيخشى على صاحب الذنب فيها أن يكون غضب الله عليه أشد بسبب ذنبه و خصوصاً المجاهر بالمعصية؛ و قد قال حبيبنا صلى الله عليه و سلم: { كل أمتي معافى.. إلا المجاهرين ! }.
و من أهم و أفضل الأعمال في هذه العشر: - الحج: و هو فرض و ركن من أركان الإسلام، على المستطيع الذي تتوافر فيه الشروط؛ و هو واجب على الفور متى ما استطاع الإنسان مباشرة.. لا يؤخره. و الحج شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، يتميز على غيره من العبادات، و ينفرد عنها ببعض الخصائص، و نسكه من أقوى أنساك العبادات على الإطلاق؛ و يتحقق فيه توحيد الله عز و جل و منتهى الذل و العبودية له سبحانه، و لذلك فإن أكثر يوم يعتق فيه رقاب من النار: يوم عرفة، التاسع من ذي الحجة.. حين يكون الحجاج في عرفة يدعون ربهم و يتضرعون له.
- التكبير، و هو مطلق خلال هذهالعشر </A>في كل وقت، و صيغته مشهورة: الله أكبر الله أكبر الله أكبر.. لا إله إلا الله، و الله أكبر الله أكبر، و لله الحمد.. – مع ملاحظة أن التكبير الجماعي لا ينبغي بل هو بدعة، و الأولى أن يكبر كل شخص على انفراد. ثم من يوم العاشر إلى آخر أيام التشريق: يكون التكبير مقيداً بعد الصلوات المفروضة.
- الصيام، و هو قربة من جملة القُرَب التي يتعبد بها لله في هذه العشر، سيما لغير الحاج؛ فيصوم التسع الأوَل، و أما يوم العيد، فإنه يحرم الصيام فيه.. و قد ورد أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصوم هذه التسع – كما عند أبي داود.
و في الحديث:
(( مامن أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء )) [ أبو داود – عن ابن عباس – صححه الألباني ].
و عليه، فكل قربة إلى الله عز و جل، يحبها الله عز و جل، فأكثروا من محاب الله عز و جل يحبكم الله.. و من هذه الأعمال: - الذكر بأنواعه، و أفضله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير.. و هو من أيسر الأعمال، و لا يكلف جهداً و لا كثير وقت. - الصلاة، و من أبرزها – في النهار -: السنن الرواتب و أولاها: سنة الفجر، و كذلك سنة: الضحى.. و للعبد أن يصلي صلوات مطلقة في غير أوقات النهي، و له أن يقضي الوتر في النهار ( شفعاً ). - الأضحية، و هي من أعظم ما يحب الله عز و جل أن يوحد به، فقال لنبيه: { فصل لربك و انحر }.. و قال: { قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين * لا شريك له...}؛ و وقتها: من بعد صلاة العيد إلى آخر أيام التشريق، و على من نوى أن يضحي: أن يمسك عن الأخذ من شعره و أظفاره، و إذا نوى في وسط أي يوم من العشر </A>أمسك من يومه ذلك، - حتى تُذبح - ؛ و في هذه الأضحية لغير الحاج مشابهة للحجاج، و استشعار لما هم فيه من الإحرام، و الهدي.
و من الطاعات أيضاً: - تفطير من يصوم فيها، و حث الإخوة و الأصدقاء على الصيام؛ و كذلك صلة الرحم و خصوصاً يوم عيد الأضحى، و صلة الأقارب و الأصدقاء و الأحبة – الأموات منهم و الأحياء بالدعاء، و الصدقة عنهم.- و كذلك الإحسان إلى الجيران. - و كذلك الدعوة إلى الله عز و جل، و إحقاق الحق و المعروف و الحث عليه و الأمر به، و النهي عن المنكر، و تركه و هجر مجالسه و مواطنه. - و من أهم الأعمال: التوبة إلى الله عز و جل مما سلف من الذنوب صغيرها و كبيرها، رجاء أن يعتقنا من النار؛ و كذلك المحافظة على الفرائض من العبادات فهي أحب الأعمال إلى الله على الإطلاق. - و من الأعمال الفاضلة: المكث في المسجد، و قراءة القرآن: و حسن لو اجتهد العبد فختم القرآن في هذه العشر: بأن يقرأ كل يوم ثلاثة أجزاء. - و من الجميل، أن يعود الإنسان نفسه على عادة حسنة خلال هذه العشر: يجبر نفسه عليها خلال العشر.. ثم إنه سيعتادها مع مرور الأيام بإذن الله.. و أهم ذلك: أن يعود نفسه على ( ترك) معصية أو عادة سيئة قد اعتادها.
و الله يوفقكم و يرعاكم.. و أسأل الله بأسمائه الحسنى أن يوفقكم لفعل الطاعات و اجتناب المناهي و المعاصي و المنكرات، و أن يتقبل منكم الصلاة و الصيام و الحج و صالح الأعمال.. أسأل الله بمنه و كرمه أن ييسر للحجاج حجهم، و يتقبله منهم؛ و يردهم لأهليهم سالمين غانمين.