السلام عليكم ورحمة الله
مقال جديد للكاتب : تركي فائز الحقباني
يستحق القراة والتمعن
نظام تعليمي يمنع طالب من الدراسة
جلست أم محمد عند بوابة المدرسة تنتظر طفلها الذي دخل والفرحة تسبق خطاه للالتحاق بالسلك التعليمي وعندما وصل إلى مدير المدرسة وهو يحمل ملفه وصوره والبسمة ترسم كلماته , قال الطفل : أريد أن التحق بالمدرسة لأتعلم .
شاهد المدير تلك الأوراق وقال بصوت حاد أين والدك ؟ أذهب واحضره
سكت الطفل في ذهول, واخذ أوراقه الممتلئة بدموع الأسى ,وبدأ يتأمل مستقبله الذي مات بين ناظريه .
شاهدة أمه تلك الحسرات التي انتابت ابنها ,وبحنان الأم وحرصها, دخلت على مدير المدرسة تتساءل لماذا لم تقبلوا ابني ,ألا يحق له التعليم, لماذا تحرموه من أن يتعلم ليكون مواطن يخدم دينه ووطنه ,مواطن له الحق في أن يتعلم بين أهله وذويه .
أجابها مدير المدرسة بأن نظام التعليم يمنع تسجيل أي طالب الا بحضور والده أو ولي شرعي ليتسنى له قبول الطالب في مقاعد الدراسة .
تفاجأة الأم المسكينة من ذلك النظام, وقالت بحرقه أم مظلومة , ما ذنب أبني وأبوه لا يعرف عنه شئ فأنا مطلقه, والتعليم من حق الطفل على الدولة
وتساءلت الأم هل التعليم من حق الأب أو من حق الطفل ,ولماذا يمنع من الدراسة بسبب أوراق .
خرجت الأم وطفلها من المدرسة والحرمان يسوقهما إلى المجهول
معاناة تصيب كل طفل محروم من والده, إما بسبب طلاق ,أو خلاف أسري, أو عناد أبوي .
وأين وزارة التربية والتعليم من تقرير حقوق الإنسان السعودي الصادر في عام 1429هـ والذي ينص على استمرار الوزارة في تذكير إدارات التعليم في مناطق المملكة بالتعميم على المدارس بعدم حرمان التلاميذ من حقهم الأساسي في التعليم بسبب عدم توفر الأوراق الثبوتية نتيجة عدم إضافة الآباء لأبنائهم لدى الجهات الرسمية أو بسبب الطلاق حيث يحتجز الأب الأوراق الثبوتية لأبنائه أو بناته نكاية بالأم أو لكون الأب مجهول الهوية وأن يتم تسجيل كافة المتقدمين للدراسة دون اشتراط استلام الأوراق الثبوتية مقدما وحث إدارة المدارس على التنسيق مع إمارات المناطق أو المحافظات أو المراكز للبحث في الآلية المناسبة للحصول على إثبات الهوية لاحقا لكي لا يعيق هذا الأمر بدء الطالب الدراسة والانتظام فيها
ومن ذلك التقرير الإنساني يتضح لنا أهمية دور التعليم لطلاب وانه من أولويات الوزارة الموقرة ,لان الطالب هو العنصر الأساسي في العملية التعليمة ,فبلا طلاب لن يتحقق النجاح للمجتمع والدولة .
على الوزارة أن تلتفت لهذه المعضلة الإنسانية التربوية التعليمية , وإلا يكون دورها مقصور على إصدار تعاميم وقرارات لا تمس للعملية التعليمة بصلة
واعتقد أن مثل هذه المشكلة تحتاج إلى حل جذري وسريع, فالمشاكل الأسرية في ازدياد والنظام في سبات عميق, فهل نوقض ذلك النظام ليرى مدى المعاناة التي يجنيها طلاب الأسر المحرومة .
لا نريد للطالب أن يذل أمه ومن يرعاه لكي يأخذ ورقة تسمح له بالجلوس في مقعد الدراسة التي أنشأتها الوزارة لأجله .