مزاجي : مُشَارَكَاتِي » : 2926 تَارِيْخ تَسْجِيِلِي » : 20/04/2009عُمْرِي » : 41 مَكَانِي » : طيبه الطيبة لم يربطني بك خاتم حفر عليه اسمك ارميه خلفي متى اشتهيت ما يربطني بك هو قلب ينبض باسمك ان خلعته مني انتهيت
موضوع: وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))..!![/ الأربعاء نوفمبر 17, 2010 5:11 am
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))..!!
تتقلب صفحات الحياة وتتعدد الأحداث التي تمر على الإنسان ، فينال منها ما ينال و « هل تجيء الأيام بما نحب ؟ ما أكثر العواصف التي تهبُّ علينا ، وتملأ آفاقنا بالغيوم المرعدة ، وكم يواجَه المرء بما يكره ، ويُحرم ما يشتهي » [1] . ومن تلك الأحداث والعواصف التي تواجه الإنسان « المرض » فلا يكاد يخلو إنسان من عارض يمر به ، فيصاب بمرض أو يوجد عنده من يمر بمرض من الأمراض التي لا يملك داءها ودواءها إلا الله - سبحانه وتعالى - : وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ( الشعراء : 80 ) .
ومن منا في هذه الحياة لم يصب بغالٍ أو حبيب ؟ ومن منا في هذه الحياة لم يتجرع آلام من يراهم أمامه يتقلبون تحت جمرة المرض ؟ ولكن السؤال : « هل أدينا أنا وأنت حقاً من حقوق هذا المريض ؟ » منا من عرف واجبه فأدَّاه ، ومنا هداهم الله من لا يهتم فيترك مرضاه أسرى الهموم والغموم والأحزان . وكم من المرضى من عرف حقيقة من هم حوله فبكى بكاءاً مراً لضياع عمره معهم . وقد تطول ساعة المحنة على ذلك المريض ، وقد تشتد ويزداد الظلام ، وتتلبد السماء بالغيوم لتمتد إلى ساعة يعلن فيها المريض عن انتهاء رحلته من الحياة وقد ودعها ، وهناك من فرَّط وأهمل في حق هذا المريض . ثم ماذا ؟ يأتي ليسكب الدموع الحارة أسفاً وحزناً على تقصيره في حق ذلك المريض ، وقد كان لديه متسع من الوقت ، ولكنه كان يسوِّف في حق مريضه ، كان يسوِّف حتى في الكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة والدعاء له في ظاهر الغيب .
وكلماتي لأولئك الذين لديهم متسع من الوقت ليعيشوا مع المريض ولو لدقائق معدودة سواء كانوا أقرباء أم أطباء أم إخوة في الله ، ثم كلماتي لذلك المريض شافاه الله وعافاه . إن هذه الكلمات لم تجئ لتدغدع المشاعر ، أو لتعزف على أوتار حساسة ، أو لتسطر كلمات لا تتصل بالواقع ولا تعايشه « لا والله » نحن مسلمون ؛ والمسلم يهتم بأمر المسلمين وبكل ما يكدر صفو حياتهم أو يسعدهم ، يسعى بقدر ما يستطيع على أن يساعدهم ويمد يد العون لهم « من حق أخيك عليك أن تكره مضرته وأن تبادر إلى دفعها ، فإن مسَّهُ ما يتأذى به شاركته الألم ، وأحسست معه بالحزن . أما أن تكون ميت العاطفة قليل الاكتراث ؛ لأن المصيبة وقعت بعيدة عنك فالأمر لا يعنيك ، فهذا تصرف لئيم ، وهو مبتوت الصلة بمشاعر الأخوة الغامرة التي تخرج بين نفوس المسلمين ، فتجعل الرجل يتأوه للألم ينزل بأخيه مصداقا لقول رسول الله : « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى »[2] ، والتألم الحق هو الذي يدفعك دفعاً إلى كشف ضوائق إخوانك ، فلا تهدأ حتى تزول غمتها ، وتُدبر ظلمتها ، فإذا نجحت في ذلك استنار وجهك ، واستراح ضميرك » [3]
والإنسان في هذه الحياة لا يعيش وحده وإنما في مجتمع يضم صوراً متعددة لأناس سلبيين وإيجابيين ، والمسلم يسعى دائماً إلى أن يكون إيجابياً في تعامله وتعايشه مع الآخرين حتى وإن اختلفت الديانة أو الملة ، يحدوه في ذلك ويدفعه حبه لدينه . وتعايش المسلم مع أخيه المريض ومواساته له جزء من ذلك ؛ فهو كالمنقذ للغريق - بإذن الله - نعم قد لا يستطيع أن يشفيه ؛ فالشفاء بيد الله ولكن يستطيع أن يدعو له ، يستطيع أن ينقذ عقيدته من مياه اليأس والعجز والقنوط ، ويوقد شعلة الإيمان في قلبه ، يستطيع أن يبذل له ولذويه ولكل من هم حوله ما يستطيع بالكلمة وغيرها ، فلا يقف عاجزاً أو يائساً ؛ فمنه بذل الأسباب ومن الله الأجر والمعونة والشفاء . م ن ق و ل