ولكنه يصبر ويحسن إليه فلن ينفعه أن يضربه أو يعذبه فهذا إما سيقتله أو يحطم شموخه فيصبح غير ذي نفع !
فيكون كالحمامة لا صقراً يمتع الناظرين بانطلاقاته القوية على فريسته
المرأة التي تواجه زوجها بعنف وتعالي وعناد ستجد أحد هذه الأمور
إما زوجاً حازماً قوياً يعاملها بالقوة والقسوة والتمنع حتى ترضخ ولكن دون حب
وتكون الحياة رتيبة مملة في بيت الزوجية ويعتريها الخرس الزوجي والانفصال العاطفي
أو لا يتحمل منها هذا كله فيبادر إلى إنهاء العناء بسرعة بطلاقها
أو يكون ضعيف الشخصية فيصبح تلك الحمامة الوديعة وهذا لن يكون رجلاً
ولن تكون زوجته سعيدة مع طاعته لها لأنها لن تشعر معه بالأمان والاستقرار
فالمرأة تريد زوجاً قائداً قادراً على إدارة بيته ومواجهة مصاعب الحياة
وبعد أن يصبر الصقار أشهراً يساير قوة وتمنع الصقر وعنفوانه
لا يملك الصقر إلا أن يحب هذا الصقار ويتعلق به ويعجب بثقته بنفسه
فيرضى أن يأكل من يده ويحب الوقوف على ذراعه ويلبي إذا ما سمع نداءه
ولكن الصقار لن يبقي الصقر مربوطاً على المركاز ومعصوب الرأس بالبرقع
بل سيثبت له أنه أحبه أيضاً ووثق به فيطلقه كما الصقور الأحرار في البراري
ليمارس هوايته في الطيران والتحليق واصطياد فريسته بنفسه
اتركي زوجك يخرج متى شاء دون شكاية ولا عتاب ولا متابعة وتحقيق وكثرة سؤال
وإن عاد فليجد الحب والترحيب والابتسامة المشعة والحضن الحاني والبيت النظيف
هيئي له ما يحب من طعام أو شراب
إن قال لقد أكلت خارجاً قولي له بالهناء والعافية ولا تبدي تذمراً وانزعاجاً
أعلم أن كثير من الأخوات قد ترى في هذا مبالغة وخضوع وانكسار
ولكن أذكرها بأنها تنتظر النتيجة دون استعجال وقبل هذا كله
أذكرها بأن هدف كل مسلم قبل أن يكون إرضاء البشر هو رضا رب البشر
وأن في صنيعها هذا فإنها تطرق أبواب الجنة وتعمل بما أمرها به دينها
فإنها مأمورة بحسن تبعل زوجها بل المقابل نطلبه في الآخرةومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ليس الواصل بالمكافيء ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها"
أي ليس واصل الرحم من يصل من يصلونه فقط أي مكافأة لهم، بل الواصل من يصل قاطعيه من أرحامه
واذكّر أختي المسلمة بأن نبيها صلى الله عليه وسلم قال لإحدى النساء عن الزوج :
" فانظري كيف أنت منه فإنما هو جنتك ونارك "
وقال عليه الصلاة والسلام:
" لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها "
وقال عليه الصلاة والسلام:
"إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت "
وجاءت امرأة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت له:
"أنا وافدة النساء إليك هذا الجهاد كتبه الله تعالى على الرجال فإن أصيبوا أثيبوا ( أي أجروا ) وإن
قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون ونحن معشر النساء نقوم عليهم فمالنا من ذلك الأجر ؟؟ فقال عليه الصلاة والسلام :أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة للزوج واعترافا بحقه يعدل ذلك وقليل منكن من تفعله"
وقال عليه الصلاة والسلام:
"أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة"
فهل تتمنى أي مسلمة منكن هدفاً أغلى من الجنة وفقكن الله ؟
وأقول لأخواتي ممن ابتليت بزوج طال حسن تبعلها له دون أن تجد الإحسان جزاء إحسانها له
أن تحتسب الأجر عند الله خصوصاً إن كان زوجاً حافظاً لدينه قائماً بواجباته من حيث النفقة وغيره
قد يكون كثير من الرجال مستمر القسوة دائم التجهم مطيل الخروج حتى مع حسن تبعل زوجته له
فمثل هذا عليك بمحاولة حواره بالحسنى وطيب المعشر
وأن تعرضي عليه بعض الأشرطة والكتب النافعة
والتي تبين حقوق الزوجة ووجوب حسن معاملتها وملاطفتها وتطييب خاطرها وشكر صنيعها
وقبل كل ذلك عليك بالتزام الدعاء والاستغفار ومداومة الأذكار وقراءة القرآن
فإن لها مفعولاً عجباً لا يعلمه إلا أهل الإيمان واليقين ومن عمل بهن إيماناً وتصديقاً
أصلح الله قلوبكن وأصلح لكن أزواجكن وسخرهم لكنّ .. آمين