طلب الصبي من معلمه بعض المعلومات حول ( مثلث برمودا ) الذي كانت الأنباء الصحفية حوله كثيراً ما تأخذ مكانها في الصفحات الأولي من الجرائد . فحسب ما قرأه في هذه الجرائد فأن هذه المنطقة كانت تبتلع الطائرات والبواخر التي تمر منها دون أن تترك وراءها أي أثر وكأنها أحد الثقوب السوداء الموجودة في الكون. أدرك المعلم ان الطلاب الآخرين أيضاً يهتمون بهذا الموضوع ، لذا رسم على السبورة مثلثاً وبدأ يشرح ما يعرفه في هذا الموضوع ، ثم قال : - هناك جانب آخر مختلف لهذا الموضوع ، لنتسائل ما هي درجة احتمال ابتلاع هذا المثلث الشيطاني لكم ؟ قال بعض الطلاب ان احتمال ذهابهم إلى تلك المنطقة هو واحد من ألف ، وحتى لو تحقق هذا الاحتمال الضعيف فان خطر ابتلاع الطائرات والبواخر في هذه المنطقة لا يظهر الا بعد عطل يصيب هذه الطائرات والبواخر ، أي ان نسبة الاحتمال تصبح اقل من واحد في المليون ، وقال بعضهم انه حتى لو غرقت البواخر فهناك احتمال الإنقاذ ، أي ان النسبة قد تكون واحداً في المليار.
قطع المعلم النقاش قائلاً : - لقد أدركتم مدي ضآلة نسبة الخطر بالنسبة إليكم ، إذن هل ترون من الحماقة إن أرهقنا أذهاننا بالتفكير حول هذا الموضوع ؟ فكر الطلاب قليلاً ، ثم قالوا : - صحيح ... ولكن مهما كنا بعيدين عن خطر هذا الموضوع فمن المفروض ان نفكر فيه لكي لا نقع في مثل هذه الأخطار في المستقبل. في هذه المرة رسم المعلم مربعاً كبيراً بجانب المثلث الموجود على السبورة ، ثم قال : - الإحساس بالقلق موجود في فطرتنا ، ولكن ألا يجب أن نشعر بالقلق من هذا المربع أيضا مثلما شعرنا بالقلق من هذا المثلث ؟ هب الطلاب بالسؤال نفسه وكأنهم تواصوا به : - ما هذا المربع يا أستاذ ؟
قال المعلم بصوت حنون : - هذا المربع الذي ترونه هو ( مربع القبر ) يا أبنائي ... سـندخل فيه يوماً ما بكل تأكيد ... فان كنا متهيئين له وصلنا إلى الجنة عن طريقه ... مربع القبر يا أولادي