السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
>> سر كلمة دمت بود <<
تقول احدى الخوات في موضوع لها في احد المنتديات :
" حبيت إني أنبهكم إلى خطأ كبير ,,
و بعضنا يقع في ذلك الخطأ
سمعت فتوى من بعض الشيوخ بتحريم هذه الكلمه
وأكد الشيخ على كلمة
( دمتم بود )
الفتوى قديمه
لكن ما سمعتها
وحبيت اذكرها لكم حتى ابري ذمتي
فمن اليوم لا نستخدم هذه الكلمه في المنتدى
لا بل في حياتنا كلها
ليس الا خوفا من الله عز وجل ,,
ولكم من عندي بديل لها ,,
دمتم بحفظ الرحمن ,, "
وأضافت مبينة السبب في عدم جواز قول ذلك :
وكلمة (ود) اصلها اسم صنم من اصنام قوم سيدنا نوح عليه السلام
،، اللذين ضلوا طريق الحق فعذبهم الله بالطوفان
وهذا دليل من القران الكريم ::
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{ وَقَالُوا لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلأ سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا [/ سورة نوح ايه 23
<< انتهى كلامها >>
يـــــــــــــــا إلهي ,,
ألهذه الدرجة بلغ الجهل بنا ؟؟
أين التأكد والتثبت ؟؟
أين سؤال أهل العلم والفتيا ؟؟
لم نفتي بجواز أو حرمانية دون وجود الدليل القطعي على ما نقول ؟؟
لم نتجرأ على كلام الله ونضعه في غير موضعه ؟؟؟
كان لزاماً على هذه الأخت التثبت والتأكد قبل إنزال الموضوع
وذكر مصادره التي استقت منها هذه الفتوى
فالفتوى أمرها خطير وشأنها عظيم
إنما هي توقيع من رب العالمين
يقول ابن القيم في تَوَرّع السلف عن الفتيا :
"" وكان السلف من الصحابة والتابعين يكرهون التسرّع في الفتوى ،
ويودّ كل واحد منهم أن يكفيه إياها غيره ،
فإذا رأى أنها قد تَعَيَّنَتْ عليه بذل اجتهاده في معرفة حُكْمها من الكتاب والسنة ،
أو قول الخلفاء الراشدين ، ثم أَفْتَى " .. اهـ
وأعود لموضوع الأخت فأقول ........
هي : سمعتِ بأن الجملة >> دمتم بود << لا تصح
ولم تعرف العلة في ذلك ..
فربطت هذه الكلمة بكلمة ذكرت في القرآن
تشابهت معها في الشكل
وخالفتها في اللفظ والمعنى ...
قال تعالى :
{ وَقَالُوا لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلأ سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ] سورة نوح آية 23
غاب عنها شيء مهم .. وهو لفظ الكلمتين
وَدّاً :
بفتح الواو هو اسم من أصنام قوم نبينا نوح عليه السلام
وِد:بكسر الواو معناها مأخوذ من التودد والمودة
ولا رابط بينهما في المعنى مطلقا ً
إذن أين تكمن العلة ؟؟؟
فجرى البحث والتقصي لمعرفة سر هذه الجملة
>>> دمت بود ......
وأخيرا وجدت ضالتي :
لم تكن العلة في كلمة : ود
إنما العلة في قول : دمتـــــــــم ............
والتي كره بعض العلماء قولها لأن الدوام لله سبحانه وتعالى ..
فإن كان في الجملة نظر فهو في الكلمة الأولى وليس الثانية
وقد ورد في ,,
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المجلد الثاني/ ص 157
ختم المكاتبات بكلمة ( ودمتم )
السؤال الثالث من الفتوى رقم (5609) :
س3 : ما حكم تذييل الخطابات والعرائض بكلمة (ودمتم) ؟
ج3 : يكره ذلك ؛ لأن الدوام لله سبحانه والمخلوق لا يدوم .
وبالله التوفيق .
وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس / عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة / عبد الرزاق عفيفي
عضو / عبد الله بن قعود,,,,,,,,,,,
ويقول فضيلة الشيخ : بكر أبو زيد,,
في جوابه عمن سأله عن الحكم في قول دمتم بود ..
قال فضيلته :
قال الله تعالى :
( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) .
فالدوام لا يكون إلا لله سبحانه ..
وهذه اللفظة (( دمتم )) الجارية
في تذييل المكاتبات الودية ينبغي التوقي من إطلاقها ،
وإن كان المراد بها الدوام المطلق لا يكون إلا لله سبحانه .
انظر معجم المناهي اللفظية (ص 641) .
والله تعالى أعلم
هذا ما أردت توضيحه وبيانه للفائدة ..
فاللهم اغفر لنا ما كان من جهل ونسيان .. ))
منقول للإفااده