إن الكذب داء عظيم إذ يعد من قبائح الذنوب وفواحش العيوب وقد جُعل من آيات النفاق وعلاماته، ويُعد صاحبه مجانبًا للإيمان
ومما انتشر بين عامة الناس ما يسمى « كذبة نيسان » أو « كذبة أبريل »
وهي : زعمهم أن اليوم الأول من الشهر الرابع الشمسي - نيسان -
يجوز فيه الكذب من غير ضابط شرعي، وقد ترتب على هذا الفعل مفاسد كثيرة .
وفي شرعنا الحنيف جاء التحذير منه في الكتاب والسنة، وعلى تحريمه وقع الإجماع،
وكان للكاذب عاقبة غير حميدة في الدنيا و الآخرة.
ولم يأت في الشرع جواز " الكذب " إلا في أمورٍ معينة لا يترتب عليها أكل حقوق،ولا سفك دماء، ولا طعن في أعراض ...
بل هذه المواضع فيها إنقاذ للنفس أوإصلاح بين اثنين، أو مودة بين زوجين .
ولم يأت في الشريعة يومٌ أو لحظة يجوز أن يكذب فيها المرء ويخبر بها ما يشاء من الأقوال .
تحريم الكذب :
قال تعالى: { إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون} [ النحل / 105 ].
عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال { آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان}. رواه البخاري و مسلم .
قال النووي : أن هذه الخصال خصال نفاق، وصاحبها شبيه بالمنافقين في هذه الخصال، ومتخلق أخلاقهم ، ...
وقوله - صلى الله عليه وسلم - " كان منافقاً خالصاً " معناه: شديد الشبه بالمنافقين بسبب هذه الخصال
قال بعض العلماء: وهذا فيمن كانت هذه الخصال غالبة عليه، فأما من يندر ذلك منه فليس داخلاً فيه. فهذا هو المختار في معنى الحديث .
فعجب ما يزعمه بعض الناس في هذه الكذبة عندما يحبكونها، حيث يقولون هذه
" كذبة ابريل"
وكأنهم يستحلون هذا الكذب والعياذ بالله من ذلك، ونحن نعلم أن الكذب لا يجوز ولو على سبيل المداعبة
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له".
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه يمزح
ولكنه لا يقول في مزاحه إلا حقًا وهذا المزاح الذي كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيه تطييب لنفس الصحابة، وتوثيق للمحبة، وزيادة في الألفة .
السؤال الذي يطرح نفسه دائما في كل عام لماذا الكذب في أول ابريل
وما أصل هذه الكذبة المنتشرة في غالبية دول العالم باختلاف ألوانهم ومعتقداتهم وثقافاتهم ؟
كتب بعضهم عن أصل هذه الكذبة قائلاً :
الكثير منا يحتفل بما يسمونه كذبة إبريل والترجمة الحرفية لها " خدعة إبريل " ولكن كم منا يعرف الحقيقة المرّة الخفية وراء ذلك .
عندما كان المسلمون يحكمون أسبانيا قبل حوالي ألف سنة كانوا في ذلك الوقت قوة لايمكن تحطيمها وكان النصارى الغربيون يتمنون أن يمسحوا الإسلام من العالم ولقدنجحوا إلى حد ما . ولقد حاولوا الحد من امتداد الإسلام في أسبانيا والقضاء عليه ولم يفلحوا، حاولوا مرات عديدة ولم ينجحوا أبدا .
بعد ذلك أرسل الكفار جواسيسهم إلى أسبانيا ليدرسوا ويكتشفوا سر قوة المسلمينالتي لا تهزم فوجدوا أن الالتزام بالتقوى هو السبب .
عندما اكتشف النصارى سر قوة المسلمين بدأوا في التفكير في استراتيجية تكسر هذه القوة وبناءا عليه بدأوا بإرسال الخمور والسجائر إلى أسبانيا مجانا.
هذه الطريقة من الغرب أعطت نتائجها وبدأ الإيمان يضعف عند المسلمين خاصة في جيل الشباب بأسبانيا.
وكانت نتيجة ذلك أن النصارى الغربيين الكاثوليك أخضعوا كل أسبانيا تحت سيطرتهم منهين بذلك حكم المسلمين لذلك البلد الذي دام أكثر من ثمانمائة سنة.
سقط آخر حصن للمسلمين وهو غرناطة في أول إبريل. ولذلك اعتبروها بمعنى خدعة إبريل APRIL FOOL.
ومن تلك السنة إلى الآن يحتفلون بذلك اليوم ويعتبرون المسلمين حمقى .
فهم لا يجعلون الحماقة وسهولة المخادعة في جيش غرناطة فقط بل في جميع الأمة الإسلامية .
ذهبت أغلبية آراء الباحثين على أن " كذبة ابريل" تقليد أوروبي قائم على المزاح يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من ابريل بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب
ويطلق على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم "ضحية كذبة ابريل".
وبدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564 وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من ابريل بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة .
وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من ينايرظل بعض الناس يحتفلون به في الأول من أبريل كالعادة ومن ثم أطلق عليهم ضحايا أبريل وأصبحت عادة المزاح مع الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى البلدان الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في انجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي .
و كذبة إبريل لم يعرف أصلها على وجه التحديد فذكر بعضهم أنها نشأت مع احتفالات الربيع عند تعادل الليل والنهار في 21من شهرآذار...
ويرى بعضهم أن هذه البدعة تمتد إلى عصور قديمة واحتفالات وثنية لارتباطها بتاريخ معين في بداية فصل الربيع إذ هي بقايا طقوس وثنية .
والواقع أن كل هذه الأقوال لم تكتسب الدليل الأكيد لإثبات صحتها
وسواء كانت صحيحة أم غير صحيحةفان المؤكد أن قاعدة الكذب كانت ولا تزال أول أبريل
ويعلق البعض علي هذا بالقول إن شهر أبريل يقع في فصل الربيع ومع الربيع يحلو للناس المداعبة والمرح.
وقد أصبح أول أبريل هو اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع شعوب العالم فيما عدا الشعبين الأسباني والألماني
والسبب أن هذا اليوم مقدس في أسبانيا دينيا أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد " بسمارك " الزعيم الألماني المعروف .
أما حكمها فهو أنها لا تجوز ولو كانت مزاحا لأن الإسلام نهى عن الكذب .
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا
وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا } سنن الترمذي.
عن بهز بن حكيم قال حدثني أبي عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
{ ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له } سنن أبي داود.
ولم يرخص بالكذب الا في ثلاث حالات :
قال ابن شهاب : ولم أسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث :
الحرب , والإصلاح بين الناس , وحديث الرجل امرأته , وحديث المرأة زوجها
ولا يهمنا معرفة أصل هذه الكذبة بقدر ما يهمنا حكم الكذب في يومها،
والذي نجزم به أنها لم تكن في عصور الإسلام الزاهرة الأولى،
وليس منشؤها من المسلمين، بل هي من أعدائهم.
مــــــــــنقول للفائـــــــــــــده