ناصر الساهر عــــضـــــو الـــــــــــــمــــــــــــــاســــــــــي
مُشَارَكَاتِي » : 2029 تَارِيْخ تَسْجِيِلِي » : 27/06/2009عُمْرِي » : 40 مَكَانِي » : أنا أقدم عاصمة للحزن وجرحي نقش فرعوني اللهم إنك لاتحمل نفساً فوق طاقتها..فلا تحملني من كرب الحياة ما لا طاقة لي به....
يسمى الموز في لغة القرآن الكريم الطلح، كما جاء في الآية الكريمة {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود} سورة الواقعة 27-29. وكلمة موز معربة عن الهندية وأصله موز واسمه العربي موز، كما يسمى طعام الفلاسفة أو فاكهة الحكماءن وذلك لأن فلاسفة الهندوس كانوا يستظلون بظله ويتخذون من ثماره الحلوة غذاء يعينهم على التأمل في أسرار الكون. وقد وصفه ابن سينا في كتابه (القانون) بأنه مغذ وملين والإكثار منه يولد السدد ويزيد من الصفراء والبلغم بحسب المزاج، ونافع لحرقة الحلق والصدر وثقيل على المعدة يزيد في المني ويوافق الكلى ويدر البول. يعتبر الموز من أقدم أنواع الفاكهة، فقد ورد ذكره في الكتب الصينية والهندية منذ آلاف السنين وتكلم عنه اليونان والرومان والعرب، ويعتقد البعض أن الموز هو ما عرف بأنه تفاحة آدم أو موز الفردوس أو تفاح الجنة، أو شجرة آدم التي ذكرت في القرآن الكريم في أكثر من آية }ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين{ الأعراف 19. }فوسوس إليه الشيطان، قال يا ادم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى{ طه ،120 }فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى{ ويؤكد علماءاللغة أن الموز يرد في صريح العبارة في القرآن الكريم إلا في موضع واحد بصيغة الجمع، عندما ذكره الحق تبارك وتعالى في مقدمة النعم العديدة التي اختص بها أهل اليمين في سدر مخضود وطلح منضود) الواقعة 27. والموز في اللغة يسمى الطلح، وقد اجمع أكثرالمفسرين على أن الطلح المنضود هو الموز لأنه نضد بعضه على بعض كالمشط.
القيمة الغذائية:
أهم ما في الموز أنه لا يوجد طعام يفوقه في القيمة الغذائية فضلاً عن غناه بالبوتاسيوم الذي يحد من ارتفاع ضغط الدمن ويحتوي الموز على فيتامينات أ،ب،ج فموزة واحدة توفر ما يحتاج إليه طفل دارج يومياً من فيتامين ج ومقداراً وافراً من النياسين والريبو فلافين والتيامين، ومع ذلك نجد محتوى الموزة من الصوديوم ضئيلاً جداً وهي خالية تماماً من الكوليسترول، في حين يتوفر فيه من السكر الطبيعي ما يزيد عن نسبة 50% مما توفره التفاحة، والتفاح أقرب ثمر منافس للموز، فضلاً عن أن الموزة لا تسبب السمنة خلافاً للاعتقاد السائد، فالثمرة التي يبلغ طولها 15 سم تحتوي على نحو 85 وحدة حرارية فقط، وهو ما يعادل ما تحتويه ليمونة أو تفاحة أو ما يتناوله الفرد من الجبن الأبيض البلدي مع وجبة الطعام، ويعطي كل 100 جرام من الموز 88 كيلو سعراً حرارياً، وفيه الكثير من العناصر المفيدة للجسم مثل: ماء نسبة 73.56غم، دهون 0.4غم وألياف 0.5غم وفيتامين ب1 0.09ملجم، وحمض نيكوتينيك 0.6ملجم، وحمض بانتوتينيك 0.2 ملجم وبوتاسيوم 420 ملجم، منغنيز 31 ملجم، وحديد 0.6ملجم وبروتين 1.3 غم وكربوهيدرات 24 غم وفيتامين أ 430وحدة دولية وفيتامين ب0.06 ملجم وفيتامين ج 10ملجمن وحمض ستريك 150ملجم، وكالسيوم 8ملجم، ومغنيسيوم 0.64 ملجم، وفسفور 28ملجم. يذكر ابن سينا عن الموز بأنه ملين، والإكثار منه يزيد في الصفراء والبلغم بحسب المزاج، وهو نافع للحلق وللصدر ثقيل على المعدة يوافق الكلى ويدر البول منشط للدماغ وزيادة الذكاء من خلال ما يحويه من فسفور، ويفيد في تقوية عظام الأطفال وأسنانهم. وكما هو معروف، فإن الموز فاكهة مغذية غنية بالمواد الكربوهيدراتية التي تمنح الجسم الطاقة والحرارة، وينصح بألا يتناول الموز إلا ناضجاً حيث تكون المواد الكربوهيدراتية في الموز النيئ من النشا عسر الهضم قليل الحلاوة، في حين يتحول جزء كبير من النشا في الموز الناضج إلى مواد سكرية سهلة الهضم طيبة الطعم. وقد أثبتت الدراسات والتحاليل أن نسبة السكر الموجودة في الموز توجد في أي فاكهة أخرى، فهي وباقي العناصر الغذائية تجعله قادراً على ان يسد حاجات الطاقة الإنسانية الأساسية، فإن مائة غرام من الموز الطازج تعطي سعرات حرارية تعادل السعرات نفسها التي تعطيها الكمية نفسها من اللحم، يضاف إلى ذلك أثر الموز في متانة الأنسجة وتجديدها بما فيه من ماء وأملاح معدنية وفيتامينات، مثال ذلك أن في ثلاث موزات تأكلها نصف ما تحتاجه من الكالسيوم في يوم واحد، والقول نفسه ينطبق على الفسفور والحديد.
استعمالات الموز قديماً وحديثاً:
تشير الدراسات إلى أن الرومان كانوا يدعونه ثمرة الجنة، وقد وجده العرب في الهند ونقلوه إلى أنحاء العالم حتى صار في صدارة موائد الشعوب في مختلف الأمصار كفاكهة مغذية وممتازة، ويعتبر غذاء رئيساً في بعض الدول كما هو الحال في جزرالانتيل والفلبين وبعض سواحل أمريكا الوسطى وأواسط إفريقيا، فهو في تلك البلاد كالقمح بالنسبة لسكان الصين واليابان. وقد عرف العالم مزايا الموز منذ أقدم الأزمان، فقد أسماه الأقدمون طعام الفلاسفة عندما شاهدوا حكماء الهند وفلاسفتها يلجأون إلى أشجاره ويستظلون بوافر أوراقها ويتغذون من ثمارها الحلوة غذاء يستعينون به على التأمل والاعتكاف. ويروي لنا التاريخ أن نابليون بونابرت كان يفضل الموز على أي طعام آخر وهو في منفاه بجزيرة القديسة هيلانة، على أن الموز لم يصل إلى أوروبا إلا في أواخر القرن الماضي؛ لأن زراعته تتطلب مناخاً وجواً معيناً، وكان العرب يشبهون ثماره بالأصابع أو البنان، وعندما انتقلت زراعته إلى اسبانيا والغرب انتقل اسم ثماره إليها ايضاً فسموه «بنانا». وحديثاً تؤكد الأبحاث العلمية أن أجود أنواع الموز الناضج الحلو، فهو يخفف من خشونة الصدر والرئة والسعال وقروح الكليتين والمثانة ويدر البول ويلين البطن، والأفضل أن يؤكل قبل الطعام، وينصح أن لا يؤكل الموز إلا ناضجاً حيث تتكون المواد الكربوهيدراتية في الموز النيء من النشا، ويسبب ذلك عسر هضم وتكون حلاوته قليلة، ويأتي الموز بعد الحليب في الترتيب مباشرة كطعام اساسي شامل، وتستخدم خلاصة جذوره في علاج اليرقان الصفراء والصداع والحصبة، أما الأبحاث الحديثة فأظهرت أن الموز يساعد في علاج الإسهال وبعض اضطرابات الجهاز الهضمي، ونظراً لرقة الموز وتركيبه المضاد للحموضة وسهولة هضمه أصبحت الموزة النيئة هي الوحيدة التي يسمح بتناولها لمرضى القرحة المعدية.