أغلبنا يعرف أن أسباب الإجهاد والكآبة يكون مصدرها العمل أو مكان العمل
مع أن هناك البعض يعانون من الإجهاد والكآبة المنزلية لسبب أو آخر,
ولكن الغريب أن عددهم في ازدياد مطرد!
فهل أصبح البيت مصدر للإجهاد بدلا من يكون مصدر للاطمئنان وللحب والرضا؟
في ما يلي تشخيص لتلك الأسباب لغرض التعرف عليها.....
ولإيجاد السبيل للتناغم و الانسجام في البيت من خلال السيطرة عليها وإدارتها بحكمة وعقل!
أولا:
مشاكل في الاقتصاد – مشاكل في البيت
مشاكل الاقتصاد وما نسمعه عنها من خلال التلفاز والصحافة وحديث الناس يجعلنا مرهقين
بدرجة أكبر فما بالك أن كانت تلك الأخبار كئيبة جدا كما هو الحال في أغلب الأحيان
في أيامنا هذه, وما يصحبها من انهيار اقتصادي عالمي وصلتنا رياحه و دخلت لعقر دارنا,
ناهيك عن ما تعانيه بلادنا من قلة فرص العمل المتاح,
وأبنائنا من حملة الشهادات عاطلين عن العمل ....
ثانيا:
الكثير من الشاشات!!
هناك الكثير من التحديات الجديدة التي تواجه عائلاتنا هذه الأيام.
على سبيل المثال، بدأت العوائل تكبر ويزداد أفرادها من بنين وبنات [من هم في سن الزواج,
حيث يجب أن يكونوا أسرهم الخاصة فهم يفضلون أن يكونوا مستقلين بأنفسهم
وفي عوالم أخرى غير من هم في بيتهم], كل قد يكون له شاشة تلفازه الخاصة,
يديرها حسب ذوقه(فما شاء الله عدد القنوات تجاوز 500 قناة على كل تلفاز),
فقد تكون الأم تتابع قنوات الطهي والطعام والأب ربما يتصفح بريده الالكتروني
أو يتصفح مواقع البحث عن فرص للعمل, والابن مشغول بألعاب الفيديو
والبنت تتابع صديقاتها على الفيسبوك وتوسع من دائرة معارفها!.
ولكن الأخبار السيئة مما يدور حول العالم تأتيك بأسرع مما تتخيل فالكل مستعد لنقل
آخر وأشنع الأخبار, فهنا تفجير, وهناك قصف ,
وفي بلد هادئ انتحار جماعي بسبب الإفلاس!!!!
ومزيد من الكآبة والكآبة والإجهاد.
ثالثا:
حرب ثقافية واهتمامات!!!
تعيش عوائلنا الآن في ساحات حرب ثقافية باستمرار الحرب بين تلك الأشياء
التي يتمتع بها الأبوين وتلك التي يريدها ويعيشها الأبناء.
فثقافة الشباب تعرض نفسها حسب المودة في موسيقاهم و اهتماماتهم والأشكال
أخرى من الترفيه التي تستهويهم, دقت إسفينا بين الآباء و أبنائهم....
ومزيد من الكآبة والكآبة والإجهاد.
رابعا:
حقيقة العوائل العاملة التي أصبحت صعبة أكثر فأكثر, فهناك معيل واحد لدعم و تمويل العائلة.
جزء كبير من ذلك هو بسبب
[عدم توفر فرص عمل أمام الأبناء الأكبر سنا
والمتخرجين وحتى من حملة الشهادات والاختصاصات التي كانت مرغوبة ورائجة
قبل عقد من الزمان]
محدودية الدخل و بسبب ارتفاع مستوى المعيشة و الشهية المستمرة والمتزايدة
للاستهلاك و شراء السلع الكمالية والمنتجات الغذائية الجاهزة, فكثير من النساء
اللواتي اخترن البقاء في البيت مع أطفالهم ببساطة لم يعدن يستطعن تحمل عمل ذلك.
لكن المشكلة هي في الذي يحدث في اقتصاد اليوم، أي متى يكون أحد الأبوين يتحمل
الإعالة والصرف والآخر عاطل عن العمل, وخصوصا أن كان الوالد هو ذلك العاطل
وهي تتحمل المسؤولية المالية الكاملة للبيت إضافة إلى التزاماتها الأخرى للعناية
الأساسية بالأسرة والمفروضة عليها أصلا؟
فكل هذه القضايا تزيد في الكآبة و من ترفع مستوى الإجهاد في البيت وتدمر الزيجات الجديدة.
خامسا:
ظاهرة الطلاق.
انتشار ظاهرة الطلاق مع أنها لم تكن منتشرة في مجتمعنا قبل عقود من الزمن
(مع أنها غير محرمة عندنا بل هي مكروهه)
وكذلك الحال في المجتمعات والبلدان (المحرم عندهم) يلجئون للانفصال أن لم يتاح لهم الطلاق الشرعي,
وتبرز من جراء ذلك مشكلة جديدة و تمزق أسري ومزيد من المصاريف
والأعباء المالية غير المتوقعة أو المحسوبة.
ففي الغرب يعانون من تزايد في الأولاد غير الشرعيين أو من نتيجة ولادات بين
مطلقين ومطلقات أو من زيجات مؤقتة
(كما نراها في أفلام التركية المنتشرة في التلفاز هذه الأيام في ربوعنا العربية).
هذه هي أهم الأسباب المخفية التي تجهد وتكأب الكثير من الأفراد و العوائل
مع ما يصاحبها من بعد عن الفطرة النقية والإيمان و الدين والمعتقدات الربانية السمحة.
لا يمكن القول أو النصح بالابتعاد عنها فقد أصبحت
جزء من سمة مجتمع اليوم وأسلوب للحياة فيه .....
ولكن!!!
كل ما علينا عمله هو التقليل من آثارها وذلك بتقنينها وتشذيبها والسيطرة عليها