لقد دأبت إسرائيل منذ قيامها على قلب الحقائق ، وساعدها في ذلك أولا أن اليهود هم المسيطرون على وسائل الإعلام العالمية وثانيا أن دور الإعلام العربي الحقيقي غائب على المستوى الإقليمي و العالمي.
وقد أنشأت إسرائيل قبل محرقة غزة مديرية باسم مديرية الإعلام الوطني تتبع مكتب رئيس الوزراء مباشرة مهمتها رواية الأحداث من وجهة النظر الإسرائيلية وعليها أن تخترق كافة وسائل الإعلام ومنتديات الحوار وذلك لتوصيل المعلومات التي تريد إسرائيل إظهارها على أنها هي الحقيقة إذ كان لديها ما تخفيه في حربها الأخيرة على غزة حين حظرت دخول الصحافة العالمية تماما إلى هناك مما دعا كاتبا يحظى بسمعة طيبة هو روبرت فيسك مراسل صحيفة الأندبندت لشؤون الشرق الأوسط أن يقول إن الحظر الذي فرضته إسرائيل على الصحافة يمكن تعليله بمنتهى البساطة بأن الجيش الإسرائيلي سوف يقتل عددا كبيرا من الناس الأبرياء وستكون صور المذبحة أبشع مما يطاق ، وهذا بالفعل هو الذي حدث.
لقد أعلنت إسرائيل عبر وسائل الإعلام ومنتديات الحوار فكرة واحدة هي أن حماس تتحمل مسؤولية ما جرى لأنها هي المعتدية وأن إسرائيل هي الضحية ، بل إن إسرائيل التي قامت أساسا على إراقة الدماء الفلسطينية تستغل كل المحافل لإعلان براءتها مثلما حدث في منتدى دافوس عندما تهجم شمعون بيريز على حماس وألصق بها كل الصفات التي تنطبق على الصهيونية محاولا إظهار الضحية بأنه الجلاد.
وفي الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تستخدم كل شيء ضد شعب أعزل بما في ذلك الأسلحة المحرمة دوليا قالت الناطقة الرسمية باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي " أفيتال ليبوفيتش " - ويلاحظ أن تعيين متحدثات باسم الجيش نوع من الدعاية الناعمة - قالت إن وسائل الإعلام الجديدة وعالم التدوين يشكلان معارك جديدة في إطار الصراع حول كسب الرأي العام العالمي وإن خوض هذه المعركة من الأهمية بمكان ، فيما وصفت وزارة الحرب الإسرائيلية الانترنيت بأنه منطقة حرب في إشارة للمدونين والكتاب الصهاينة ببدء حملة تبييض الوجه الصهيوني ، ومن ضمن هذه الحملة نشر كتابات عربية تؤيد وجهة النظر الإسرائيلية ، ومما يؤسف له حقا أن هناك أقلاما عربية تردد فكرة إسرائيل وتحمّل الضحية المسؤولية حيث احتفت وزارة الخارجية الإسرائيلية بهذه الأقلام في موقعها على شبكة الانترنيت أيما احتفاء وأبرزتها في خانة المقالات ، ومن يلقي نظرة عليها سيجد أن من كتب تلك المقالات صهيوني أكثر من الصهاينة أنفسهم لدرجة أن وصل بأحدهم أن يقول إن أرض فلسطين هي حق لبني إسرائيل وهي أرض الميعاد التي بشرت بها التوراة.
يضم الموقع الإسرائيلي حتى الآن 106 مقالات لكتاب عرب منها 5 مقالات نشرها الموقع منذ بداية العام الحالي ، وكل هذه المقالات منقولة من الصحافة العربية باستثناء مقال واحد للكاتب الكردي السوري عزيز برو الذي كتبه خصيصا للموقع الإسرائيلي تحت عنوان " وفد جامعة الدول العربية في تل أبيب " يقول فيه إن الحرب القائمة اليوم في غزة هي حرب بين دولة علمانية ذات نظام ديمقراطي تحترم حقوق الإنسان وبين جماعة راديكالية تعتبر الديمقراطية جسرا ، الغاية منه الوصول إلى السلطة وما إن تعبر من فوقه حتى تبدأ العمل على تهديمه ، وتسعى جاهدة إلى فرض حكم الخليفة والعودة إلى زمن الموالي وأهل الذمة.
ويقول الكاتب السوري إن الشعب الإسرائيلي من أقدم الشعوب في منطقة الشرق الأوسط بل هم أقدم من كل الشعوب التي ترفضهم في المنطقة ابتداء بالمصريين وانتهاء بالسوريين ، ويقول إن وجود اليهود في المنطقة يسبق كل الحضارات وإن قلب العالم العربي والإسلامي - المدينة المنورة - كان أكثر من نصف سكانها من اليهود ، ويقول في إشارة خبيثة منه وهو الذي ادعى أنه مسلم " وأنا وأنتم نعلم ماذا حل بهم !".
من المقالات التي نشرها موقع الخارجية الإسرائيلية مقال بعنوان " مأساة غزة - أصابع إيران الخفية " للكاتب السعودي تركي الحمد في صحيفة الشرق الأوسط الذي يصف فيه صواريخ حماس بأنها ألعاب نارية حماسية ويصف حزب الله وحماس بأنهما لعب أراجوز تحركهم إيران من وراء الستار وقتما تشاء وكيفما تشاء وليذهب الفلسطينيون إلى الجحيم.
ومن أبرز ما يقوله الكاتب إن إسرائيل تتعرض للاستفزاز المتكرر من قبل حماس حين ترشقها بالصواريخ بشكل شبه يومي فما هو المتوقع من إسرائيل والحالة هذه إذا كانت إسرائيل قد أجرمت بحق الفلسطينيين فإن حماس - كما يرى تركي الحمد - شريكتها في الجريمة بل وتتحمل الوزر الأكبر. ويذهب تركي الحمد بعيدا عندما يرى أن أحداث غزة الأخيرة وقبلها أحداث لبنان عام 2006،لم تكن نتيجة فعل مقاومة وطنية من حزب الله أو حماس بقدر ما كانت وسائل لإشغال إسرائيل، القوة الإقليمية الوحيدة المنافسة لإيران في المنطقة كي تتفرغ إيران لبرنامجها النووي وخططها الأخرى للهيمنة على المنطقة.
وكذلك ينشر الموقع الإسرائيلي عدة مقالات للكاتب الكويتي عبد الله الهدلق منشورة في صحيفتي الرأي والوطن الكويتيتين يوجه فيها السباب للفلسطينيين ويعتبر أرض فلسطين هي أرض الميعاد لإسرائيل ،فتحت عنوان " جزاء قيادات الغدر والخيانة " يقول في مقال نشر في صحيفة الوطن الكويتية? " أيها الجيش الإسرائيلي عليكم بالإرهابيين الفلسطينيين المؤتمرين بأوامر الإرهاب الفارسي لاحقوا متمردي حركة حماس ومعتوهيها والحمقى من قادتها والمتهورين من زعمائها المتسترين بالدين والمتاجرين به واسحقوهم وأبيدوهم ولقنوهم درسا لن ينسوه إلى الأبد كما لقنتم حزب الله الإرهابي المهزوم عام 2006 درسا قاسيا أثخنوهم وخلصوا قطاع غزة من سطوة حركة حماس الإرهابية".
ويقول الكاتب الكويتي إن" الأرض المقدسة هي حق لبني إسرائيل قبل أن ينتشر فيها شتات مخيمات اللاجئين وقبل أن تنشأ حركة فتح والجهاد وحركة حماس الإرهابية، والأرض المقدسة هي أرض الميعاد التي بشرت بها التوراة ، ويضيف : إسرائيل دولة ديمقراطية يتحداها الإرهابيون والمتطرفون، وتحيط بها أنظمة حكم شمولية وديكتاتورية ومتسلطة ومستبدة عليها أن تخجل من أنفسها وتنسحب بهدوء ، ثم يقول لقد نشأت دولة إسرائيل الحديثة لتدوم وتستمر وإن إرادة الله سبحانه وتعالي أن يكتب الأرض المقدسة حقا لبني إسرائيل دون غيرهم تتأكد في قوله تعالي { يا قٍوم ادخلوا الأرضالمقدّسة التي كتب اللٌه لكمٍ ولا ترتدّوا علي أدٍباركمٍ فتنقلبوا خاسرين}.
ولكن الكاتب الكويتي عبد الله الهدلق لا يكتفي بذلك أبدا ففي مقال جديد نشره الموقع في 2/2/2009 نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية تحت عنوان " المجرمون في غزة " يعرب عن غيظه من التأييد الذي لقيته حركة حماس ومن مظاهرات التأييد التي انطلقت في كل مكان ويرجع السبب في ذلك إلى العصبية الدينية التي سماها بأنها بغيضة لأن حركة حماس فرع من فروع الإخوان المسلمين الذين سماهم في مستهل مقاله بالإخوان المجرمين ونسب تلك التسمية إلى الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ، وحتى الشهداء لا يسلمون منه فهو يقول إن غزة ومن فيها ليست أعز ولا أغلى ولا أثمن - عند الله ولا عند العقلاء - من جنوب لبنان وشماله ، كما أن من مات من أطفال ونساء ورجال غزة ليسوا بأكرم ولا أعلى منزلة ومرتبة من أطفال ونساء ورجال لبنان أو الصومال أو العراق أو أفغانستان أو السودان ، ولكنها العصبية الدينية والحمية الجاهلية ، فغزة ومن فيها محافظة من محافظات الإخوان.
ويوجه الكاتب نداء إلى أهل غزة ويقول " يا أهل غزة ويا عقلاءها أليس منكم رجل ! يدعو ويتكاتف مع عصبة آخرين ويطيحوا بحماس المندحرة ويسقطوا تلك الإمارة الطاغية وقادتها المتهورين الذين ألبسوا القطاع ثوب الحداد ونكبوه ، واعلموا يا أهل غزة أن حركة حماس وقادتها هم أعداؤكم الحقيقيون الذي زجوا بكم وبقطاع غزة في وجه آلة الحرب الإسرائيلية المدمرة ، حاسبوا قادتكم في غزة وطالبوا المجتمع الدولي بتقديمهم للمحاكمة كمجرمي حرب أمام المحاكم الدولية ولا تتركوهم يهنؤوا بعيش في قصورهم ومخابئهم بعد أن جروا الويل والبلاء والدمار على القطاع ".
أيضا احتفى موقع الخارجية الإسرائيلية بمقالات لكتاب مصريين تمتدح الديمقراطية الإسرائيلية وبرنامج مركز بيريز للسلام الذي هو في الأصل مركز لغسيل مخ الأطفال العرب الصغار وإقناعهم بأن إسرائيل تريد السلام ، ونشرت في هذا الصدد مقالا لأنيس منصور ومقالا آخر بعنوان "في مركز بيريز ، الأولاد يصنعون السلام!" للكاتب المصري حسين سراج.
وفي الموقع مقالات لطارق الحميد رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط السعودية ومقالات لعبد الرحمن الراشد التي ينتقدان فيها حماس وحزب الله وسوريا وإيران، ونشر الموقع لهما عدة مقالات في هذا السياق مثل مقال طارق الحميد بعنوان " دماء غزة ، مشروع تجاري" الذي يحمّل فيه حماس مسئولية ما يحدث في قطاع غزة ويدعو العالم العربي إلى اتخاذ موقف حاسم يحمل حماس وإيران المسؤولية في معاناة الفلسطينيين? ، ومقال آخر بعنوان "العرب يصوتون ضد حماس".
ومن المقالات الجديدة ينشر الموقع مقالا للكاتبة سلوى السعيد نقلا عن الشرق الأوسط تقول فيه ربما يكون أول طريق الحل أن تعترف حماس بخطئها وفشلها الذريع في التعامل مع التهديدات الإسرائيلية وتتنحى عن السلطة كما فعل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بعد هزيمة 67 ولتترك للفلسطينيين حقهم في تقرير أي مسار يريدونه ، وتقول إن هذا هو الحد الأدنى من المسؤولية الأخلاقية المطلوبة من حماس اليوم.
وفي الموقع مقالات لكتاب عرب تهاجم حزب الله مثل مقال " حسن نصر الله مجرم حرب " للكاتب السعودي يوسف ناصر السويدان في صحيفة السياسة الكويتية وافتتاحية لرئيس تحرير الصحيفة نفسها أحمد الجار الله تحت عنوان " مضلون كذابون انتهى زمانهم " ومقال " عقلية الهزيمة " لحازم عبد الرحمن نقلا عن جريدة الأهرام القاهرية والذي وجه فيها التهم جزافا لكل أحد بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين.
وعموما فإن موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية كان يضم عددا قليلا جدا من المقالات العربية عندما دخلته منذ فترة وكنت أكتب مقالي عن التفسير الإسرائيلي الجديد للقرآن الكريم ، ولكن عدد هذه المقالات قد ازداد خصوصا عام 2007 ، مما يدل على نجاح سياسة الاختراق الإسرائيلية لوسائل الإعلام العربية إذ كان الموقع آنذاك يعتمد كثيرا على ما يكتبه د. فؤاد الهاشم في الصحف الكويتية يؤيد فيها إسرائيل ، ولكن مهما يكن من أمر فإن هذه المقالات ستبقى قليلة.
من المثير أن هناك كتابا إسرائيليين كانوا أكثر إنصافا من هؤلاء الكتاب وهم الذين يحمّلون الكيان الصهيوني مسؤولية ما جرى في غزة ، وبما أن المقال الحالي أخذ حيزا كبيرا فأكتفي بعرض المقالات العربية وربما ألخص آراء الكتاب الإسرائيليين في مقال آخر.
احلى مافيني جنوني مشرفة قسم الKitchen .
مزاجي : هِوَايَتِي » : التصوير مُشَارَكَاتِي » : 1940 تَارِيْخ تَسْجِيِلِي » : 19/04/2009مَكَانِي » : جده غير
موضوع: رد: مقالات صهيونيه بأقلام عربيه الإثنين ديسمبر 14, 2009 9:48 am
الله يعطيك العافيه اخوي
عالي مستواه Admin.
مزاجي : مُشَارَكَاتِي » : 2926 تَارِيْخ تَسْجِيِلِي » : 20/04/2009عُمْرِي » : 41 مَكَانِي » : طيبه الطيبة لم يربطني بك خاتم حفر عليه اسمك ارميه خلفي متى اشتهيت ما يربطني بك هو قلب ينبض باسمك ان خلعته مني انتهيت